الــــرقيـــــــــــــب :-
الحكمــــــة يمــــانيـــــــه ...
تأكيدا" لمقولة أن الساعة العطلانه تكون على حق مرتين يوميا" ، فقد مورست الأسبوع الماضي تجربة جميلة و عذبه في اليمن السعيد ( سابقا" ) حين سمحت السلطة للأطفال و الأطفال فقط حرية الممارسة الديمقراطية بشكل يثير غيظ الكبار و لاسيما الإقليم الجنوبي ، ففي إحدى المدارس تم الطلب من أكثر من مائتين و سبعون طفلا" يبلغ عمر أكبرهم ستة عشر عاما" اختيار ستة و أربعون ممثلا" عنهم ، و سمح لهم بتوزيع البوسترات و طباعة الشعارات ، و عقد المؤتمرات الإنتخابية داخل نطاق المدرسة و بدون وجود قانون للتجمع لديهم بإعتبار أن اليمن بأكمله يطبق هذا القانون ، و رغم نبل و جمال فكرة تأصيل الديمقراطية في عقول و قلوب الجيل الصغير ، إلا أنه و بالرجوع إلي التجارب العربية و على الأخص في منطقتنا الخليجية فيبدو أن أية تجربة ديمقراطية لها علاقة بصندوق الإقتراع يقصد منها تنفير الناس و تخويفهم من إبداء رأيهم أكثر منها تدريبا" أو إيمانا" بالنهج الديمقراطي أو تأصيل حق الإختيار الشعبي ، و يبدو للأسف الشديد أن العبث بعقول الأطفال و تلويثها بل و تشويه كل القيم الجميلة للديمقراطية يرتبط بخوف السلطة – أي سلطة – من هذا الصندوق الصغير الذي يحتوي رأيا" مكتوبا" بدلا" من رصاصة أو مسدس الذي أصبح وسيلة التغيير الوحيدة ، بعد عجز السلطة عن القبول بنتائج الصندوق السحري و بمناسبة الحديث عن الطفولة في اليمن فقد عرضت في قناة العربية مأساة الطفلة اليمنية نجود البالغة ثماني سنوات و التي أجبرت على الزواج في هذا السن من شخص يكبرها بعشرون عاما" ، و ذهبت منفردة للمحكمة لطلب الطلاق ، و تقول المحامية التي تطوعت للدفاع عنها : " من الأسف أنه لا يوجد قانون في اليمن يمنع زواج الصغيرة أو يحدد سن الزواج " ، و يبدو أن التحرك الإنتخابي للأطفال مطالب بوضع تشريع جديد لمعالجة زواج الصغار ، و بدلا" من أن تطنطن السلطة اليمنية بديمقراطية الأطفال ، لعلها تصدر تشريعا" لحمايتهم بدلا" من التمهيد لتحويل اليمن إلي جمهورية وراثية و أطرف ما في الموضوع حين استذكرت لقاء أجرته محطة فضائية عربية مع الرئيس اليمني ، حين سئل عن إشاعات طرح إسم نجله أحمد كبديل له من خلال ترشيحه ، فأجاب لا فضى فوه بعد أن مات حاسدوه : " الديمقراطية هي المقياس ، و حتى في أمريكا جابوا ابن الرئيس بوش ، رئيسا" و هذا أمر عادي أن يأتي الإبن بدل أبيه " ، و حين صحح له المذيع أن الديمقراطية الأمريكية أتت ببيل كلينتون قبل جورج بوش الإبن و ليس مباشرة من الأب للإبن ، ابتسم الرئيس اليمني و قال كأنه يكشف أمرا" خطيرا" ، " من البديهي أن يفعلوا ذلك حتى لا يشك الشعب في شيء فالأمور مدبرة و مرتبة " .
و يأيها اليمن السعيد ، نتطلع إليك و لسان الحال يردد من الشاعر عبدالله الفيصل :
" و لست بالمصدق فيك قولا" ..و لكنني شقيت بحسن ظني ... "
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
الحكمــــــة يمــــانيـــــــه ...
تأكيدا" لمقولة أن الساعة العطلانه تكون على حق مرتين يوميا" ، فقد مورست الأسبوع الماضي تجربة جميلة و عذبه في اليمن السعيد ( سابقا" ) حين سمحت السلطة للأطفال و الأطفال فقط حرية الممارسة الديمقراطية بشكل يثير غيظ الكبار و لاسيما الإقليم الجنوبي ، ففي إحدى المدارس تم الطلب من أكثر من مائتين و سبعون طفلا" يبلغ عمر أكبرهم ستة عشر عاما" اختيار ستة و أربعون ممثلا" عنهم ، و سمح لهم بتوزيع البوسترات و طباعة الشعارات ، و عقد المؤتمرات الإنتخابية داخل نطاق المدرسة و بدون وجود قانون للتجمع لديهم بإعتبار أن اليمن بأكمله يطبق هذا القانون ، و رغم نبل و جمال فكرة تأصيل الديمقراطية في عقول و قلوب الجيل الصغير ، إلا أنه و بالرجوع إلي التجارب العربية و على الأخص في منطقتنا الخليجية فيبدو أن أية تجربة ديمقراطية لها علاقة بصندوق الإقتراع يقصد منها تنفير الناس و تخويفهم من إبداء رأيهم أكثر منها تدريبا" أو إيمانا" بالنهج الديمقراطي أو تأصيل حق الإختيار الشعبي ، و يبدو للأسف الشديد أن العبث بعقول الأطفال و تلويثها بل و تشويه كل القيم الجميلة للديمقراطية يرتبط بخوف السلطة – أي سلطة – من هذا الصندوق الصغير الذي يحتوي رأيا" مكتوبا" بدلا" من رصاصة أو مسدس الذي أصبح وسيلة التغيير الوحيدة ، بعد عجز السلطة عن القبول بنتائج الصندوق السحري و بمناسبة الحديث عن الطفولة في اليمن فقد عرضت في قناة العربية مأساة الطفلة اليمنية نجود البالغة ثماني سنوات و التي أجبرت على الزواج في هذا السن من شخص يكبرها بعشرون عاما" ، و ذهبت منفردة للمحكمة لطلب الطلاق ، و تقول المحامية التي تطوعت للدفاع عنها : " من الأسف أنه لا يوجد قانون في اليمن يمنع زواج الصغيرة أو يحدد سن الزواج " ، و يبدو أن التحرك الإنتخابي للأطفال مطالب بوضع تشريع جديد لمعالجة زواج الصغار ، و بدلا" من أن تطنطن السلطة اليمنية بديمقراطية الأطفال ، لعلها تصدر تشريعا" لحمايتهم بدلا" من التمهيد لتحويل اليمن إلي جمهورية وراثية و أطرف ما في الموضوع حين استذكرت لقاء أجرته محطة فضائية عربية مع الرئيس اليمني ، حين سئل عن إشاعات طرح إسم نجله أحمد كبديل له من خلال ترشيحه ، فأجاب لا فضى فوه بعد أن مات حاسدوه : " الديمقراطية هي المقياس ، و حتى في أمريكا جابوا ابن الرئيس بوش ، رئيسا" و هذا أمر عادي أن يأتي الإبن بدل أبيه " ، و حين صحح له المذيع أن الديمقراطية الأمريكية أتت ببيل كلينتون قبل جورج بوش الإبن و ليس مباشرة من الأب للإبن ، ابتسم الرئيس اليمني و قال كأنه يكشف أمرا" خطيرا" ، " من البديهي أن يفعلوا ذلك حتى لا يشك الشعب في شيء فالأمور مدبرة و مرتبة " .
و يأيها اليمن السعيد ، نتطلع إليك و لسان الحال يردد من الشاعر عبدالله الفيصل :
" و لست بالمصدق فيك قولا" ..و لكنني شقيت بحسن ظني ... "
صلاح الهاشم salhashem@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق